أيام حلوة



يا شربل
محبّتي لك ولكم بلا حدود.
زرت بلاداً كثيرة.
جبت العالـم طولاً وعرضاً، لكن سيدني تعلّقت بالقلب، سرت في شراييني ورفضت أن تغادر:
وما حبّ الديار شغفنَ قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
فما حيلتي!!..
ولـم أزل أستعيد ذكرى أيام حلوة، وصدرك الفتيّ يتحدّى العالـم، مقتحماً كل من أمامك، وأنا أحبّ المقتحمين.
أتمنّى أن تكونوا جميعاً بخير، ومستمتعين بحياة حلوة في بلد حلو، حلو بكم أنتم.
يا سيّدي.. أحوالي أنا لا بأس بها. ولكنّ مناكفتي للمتأسلمين تتصاعد، وهم مغتاظون، وكلّما ازدادوا غيظاً امتلأ القلب بسعادة غريبة.
هل هي نزعة شريرة عندي؟.. أم هو العشق للوطن والناس؟.. أم هو العهد الذي قطعته على نفسي أمامك؟.. لـم أقله لك.. لـم أحوّله إلى كلمات.. ولكن عندما تأمّلت ملامحك الشجيّة، وبسمتك الصاخبة، وصخبك المتّزن، وتحدّيك المترفّع عن كل ما يغري.. عاهدت النفس أن أواصل لأكون مثلك.
يا شربل..
تعلقت بكم، وأحلم بالعودة، وما عهد في نفس إلا أحقق لها حلماً.. ولهذا سأحاول.. فقط أبحث عما يمكنني فعلها.
سلامي لكم جميعاً. أشواقي بلا حدود. قلبي يمتلىء بما يفيض عن طاقته من محبة، وأحذّرك، أحذرك لا تذهب إلى الشارع إياه إلا معي..
مع محبتي.. اسكبها تحت أقدامكم انتظاراً ليوم آتي فيه لأرتمي بأحضانك وأنال بركتك.
أقطف كل ورود حديقتك، وامنح فؤاد نمور بعضاً منها وكامل بعضاً آخر، ولكل الأصدقاء وردة وردة..
أما الأم العزيزة فقبّل عني يديها وقل لها إنني عندما رأيتها تجسدت أمامي جبال لبنان الجميلة، الخضراء.. الزاهية والشامخة.
وسلامي..
رفعت
ـ الورقة المرفقة أثارت ولم تزل لغطاً وغيظاً لكن أحداً لم يمتلك ملاحظة جدية عليها، فهل لديك ملاحظات
أرجوك اعط نسخة منها لمن تجد أنه يهتم عندك.
**