ماذا فعلتم بي؟


يا شربل..
أفصح يا فتى..
ماذا فعلتم؟!..
الأيام التي قضيتها معكم غيّرتني، نقلت وجداني من مكان لآخر.
عندما تواريتم في المطار عن ناظريّ، أحسست أنني أترك الوطن متّجهاً إلى الغربة. فقلوبكم وعواطفكم نسجت وطناً حبيباً وحانياً.
لست أبالغ، لقد أصبح الأمر مختلطاً!..
هل تصنع المودّة هذا القدر من الإنتقال الوجداني؟
يا عزيزي العزيز، يا شاعر الغبراء والبطحاء.. علمني كيف تكون الكلمات القادرة على الشكر والإمتنان بعد كل ما فعلتم.
لقد غيّرتموني، وأشعلتم عواطفي، وهي التي اعتادت على الحياد الصّارم، وأعدتـم إليها دفء الطفولة الحانية المتخلّصة من تراكمات الفعل القاسي القادر على أن يثلـم، حد سكّين، العواطف، فيجعلها عاجزة عن أن تقطع حواجز النفس لتنطلق.
فماذا فعلتم بي؟..
في الأفلام المصرية تصرخ الفتاة التي ضحكوا عليها قائلة: "شرّبوني حاجة صفراء.. وسكرت". فماذا سقيتموني حتى أسكر بعطر محبّتكم، وأظل معلّقاً بسمائكم، مشتاقاً إلى جلساتكم، وإلى جرس ضحكاتكم؟.
اصطحبت معي في الطّائرة "القرف". أي عنوان هذا؟ ذكّرني برواية لي إسمها "البصقة"، تعهّد النّاشر أن يوزّع معها
مناديل ورقيّة.
لكن "القرف" يتجسّد داخلنا عندما تضع أيدينا عليه. ببساطة، تمدّ يدك، تسحب يدنا اللاهيّة أو المتلاهيّة، وتضعها في نار الحقيقة. تحرق صمتنا بالحقيقة.
فواصل يا عزيزي إحراقنا.. فنحن نستحقّ أكثـر حتّى نتحرّك، ونقول ما يجب أن يقال، ونفعل ما يجب أن يفعل.
هل أطلب منك شيئاً؟
طبعاً لن أستطيع الكتابة للجميع، حتى العناوين ليست عندي، فابعث بمحبّتي وإعجابي وتقديري وحبّي للأحبّاء فؤاد نمّور، وكامل المر، وإيلي ناصيف.. هم وحريمهم وأولادهم.. دفء مودتهم ما زال وسيظل يربكني.
أحتاج إلى تواصلك، فاكتب. أكتب شعراً أو نثراً، أو حتى إبعث داخل مغلّف واحدة من ضحكاتك المنطلقة، التي تبدو وكأنك قد فتحت أمامها كل بوّابات قلبك.
صدقني أنا لا أجد كلمات لائقة.. فاغفر لي.. واقبل محبتي.
أخوك
رفعت
**