ويذهب نزار


بعض من دين
عزيزي شربل
محبتي بغير حدود..
وحاجتي أيضاً للقاء..
لكن لا حيلة لي، فهل لديك جامعة مجنونة، أو جمعية أكثر جناناً، تمنحني فرصة أن أنتزع نفسي من نفسي لآتي إليكم؟
حاول..
هل هذه الكلمات صالحة للنشر؟
إن كان الأمر كذلك، فهذا بعض من دين واجب الأداء لنزار ولك.
ولك كل الحب
رفعت
**
ويذهب نزار
ويذهب نزار قبّاني، فهل يتبقّى لنا شيء من شعر أو فنّ؟!
يذهب الذي استطاع أن يطوّع اللغة، وأن يجعل من الكلمات أنغاماً، ومن الآهات ألحاناً.
يذهب الذي قال فسكت الجميع، وسكت فلـم يترك مجالاً لأي قول ولأي شعر..
هل غادر نزار من متردم؟
و..
صمتنا فلم نترك مجالاً لقائل
وقلنا فلم نترك مجالاً لصامت
فما من شعر بعد نزار.
وما من قول بعد صمته.
ونزار رجل متعب، جارح، يبدو عاقاً، فإذا به مطيعاً ومخلصاً. يبدو غاضباً من عربه ومن عروبته، فإذا به أكثر عروبة منا جميعاً.
أمسك بالكلمة فصنع منها سكيناً يدمي يديك وأنت تطالعه، تشعر بقسوة الكلمة وقسوة نزار، ثم تجد نفسك تعيد الإمساك بالسكين من ذات الموقع الجارح.
فالعذاب مع نزار عذب.. أليست هذه المفارقة اللغوية تلخص لنا كل التحدي الشعري عند نزار، إذ حاكم العرب حكاماً يتحكمون ومحكومين يخضعون.
ونزار يحرضنا ليس فقط على حكامنا، وإنما على أنفسنا، كي نتملك بعضاً من حب لأوطاننا، وقليلاً من الإحترام لأنفسنا كي نرفض أن نضع رقابنا تحت أقدامهم.. وهل تداس رقاب تأبى أن تداس؟
يا عزيزي نزار..
كيف يطاوعك قلبك أن ترحل ونحن في أشد الحاجة إليك؟
أهذا ما عاهدتنا عليه؟
عتاباً يا نزار وليس وداعاً.. فما من وداع وشعرك باقٍ.. يؤرقنا.. يوخزنا، يقلقنا، ويعلمنا أن الحب عطاء.
**